مسافرة
من غير هوية،
مسافرة بلا أحاسيس انتمائية،
كأنني رحالة بدوية تتجول بين
الربع الخالي والصحراء الغربية،
رحلت عن أرض أبويَ،
قبل أن أرى الشمس اليمنية،
ثم رحلت عن مسقط رأسيَ،
بسبب قرارات غبية،
قرارات تحمل اسم الوطنية،
قرارات، للأسف، عربية،
قرارات قبلية،
تتنافى والديانة الإسلامية،
قرارات بسبب الجنسية!
وبعد ذلك يقولون بيننا روابط
أخوية،
وتباعدنا كتباعد الأجرام
السماوية،
للأسف، حكامنا يخطئون،
ويقع الخطأ على الشعوب "الأبية"!!
كيف لا؟! وحكامنا يحكمهم حكام
الامبرالية!
كيف لا؟!
وحكامنا لا يهمهم غير الشؤون
النفطية،
وأرصدتهم المالية،
وكم أصبح لهم في البنوك الأجنبية
والسويسرية،
وكم ظلوا على الكراسي؟!
هل حطموا الأرقام القياسية؟!
وهل أبادوا جميع "الألسنة
الاعتراضية"
ذات "العقول التخلفية"!
والأفكار "الرجعية"!!
عربية!!!
وترميني بلادي من الخليج إلى
المحيط على أرض غربية
أرض أجنبية،
تفتح لي ذراعيها وتستقبلني
بحنية،
وتعطيني الجنسية،
عربية!!!!
ولو حملت مائة جنسية غريبة!!!
لكن لشؤون دولية،
وأسباب سياسية،
يجب أن أتأجنب وأقول بالعربية:
"أنا أجنبية"
وأدخل بلادى، وطني ووطن والديَّ!
كأجنبية!
لأعامل معاملة طبيعية!
معاملة فيها رقة وودية!
لأني أخيرا لم أعد يمنية!
ولا عربية!
لأنني أصبحت كندية!!
يا للمسخرة، يا للسخرية!!!
|
